ملاحظة: تمت كتابة هذه التدوينة قبل رمضان
بالرغم من وجود حاجة قوية داخلي الى الكتابة الا اني “اتعيجز”. المشتتات كثيرة جداً في هذا العالم، أصبحت تشتتني عن مهامي الرئيسية فما بالك بوضع الهوايات! في كل مهمة أساسية جديدة، أجرب طريقة جديدة للتخلص من التشتت، في البداية كانت الفرضية انني احتاج الى مكتب ممتاز او “سيت اب” كما يقولون. اشتريت مكتب بمبلغ وقدره وفيه ميزة ميكانيكية بحيث انه يمكن استخدامه على بالجلوس على كرسي او رفعه والوقوف حتى تكون صحي وتتحرك اكثر! عرضه وطوله ممتازين وهم الأكبر من فئته، وعندي شاشة كمبيوتر “مونيتور” مخصصة للقيمرز ويمكن الى الان ما اعرف كامل مواصفاتها. لا أخفيكم ان المكتب الجديد زاد من إنتاجيتي بشكل ملحوظ وأصبحت استخدمه لساعات أطول بدون ان اشعر بالوقت، بالإضافة الى انه اصبح المكتب الخاص بالاكل والقهوه والبلايستيشن.
المكتب ممتاز *تشيك ✅*
الإنتاجية والتركيز *تحسنت قليلاً لكن المشتتات اقوى*
لاحظت مسبقاً اني انتج اكثر عند سماعي الى بودكاست -خصوصا بودكاست “تني ني ني ني ني ني، أهلاً انا عبدالرحمن أبو مالح وهذا فنجان من إذاعة ثمانية”، لكن متعتي بالاستماع تعتمد على الضيف غالباً، وليست كل الحلقات ممتعة وبعضها تصيبني بالملل.
البودكاست يزيد الإنتاجية *تشيك*
لا توجد حلقات ممتعة — > *الإنتاجية ضعيفة*
اذن احتاج الى شيء جميل استمع له ويكون موجود بالخلفية وانا اعمل، عند تصفحي بالانترنت واليوتيوب وجدت مقاطع محفزّة للممثل ماثيو ماكونهي، وعند تعمقي اكثر وجدت ان لديه كتاب وتوجد نسخة صوتية بصوته من الكتاب، اشتريت الكتاب حتى استمع له وانجز في نفس الوقت.
استمعت له وفي نفس الوقت تركت في الخلفية مقطع يوتيوب لحركة رحالة في أوروبا بين الشوارع حتى اشعر بجو “فايب” رائع.
الإنتاجية تحسنت، لكن الكتاب انتهى. وخرجت منه ببعض النقاط الجميلة أهمها اني اذا عزمت على امر اعطيه ١٠٠٪، هذا ما حدث لماثيو عند قراره بتغيير تخصصه الدراسي الى التمثيل واضطر ان يصارح والده عن القرار. كان رد والده: “هل انت متاكد؟” قال ماثيو: “نعم متاكد” بعد لحظات صمت قال له والده: “اذن لا تعطي الفرصة جهد متوسط!” بمعنى اخر، اذهب واعطيها ١٠٠٪ طالما انك متاكد من قرارك.
نعود للانتاجية، اكتشفت اني احتاج الى فيديو او مقطع صوتي طويل يكون بالخلفية وانا انجز وبالتالي تزيد انتاجيتي، بحسب هذه المعادلة وبالإضافة الى حبي لمجال الألعاب، قررت تشغيل فيديو لشخص وهو يلعب بدون أي صوت منه، فقط لمتابعة قصة اللعبة واحداثها والعمل. كانت خطة فعالة لبعض الوقت لكنها كم تصمد مثل باقي صديقاتها.
وفي يومً ما، استقيظت في منتصف الليل ومازلت بحاجة الى انتاج بعض المهام، تذكرت بأن اسفل منزلي بقالة تعمل ٢٤ ساعة، ذهبت لها واخذت سكريات، شوكلاتات، مشروبات غازية، نوتيلا. وللمصادفة أدت هذه السكريات مفعول سحري في خلاياي العقلية والذهنية واستطعت انجاز مهامي بابداع!
الحركة السرية للانتاجية: سكريات + العمل بعد منتصف الليل.
بدأت فعلياً في اعتماد الطريقة هذه وكانت مخرجاتها ممتازة للاسابيع الماضية، واضفت لها خطوة أخيرة كانت هي رصاصة الرحمة لأي تسويف.
الخطوة الأخيرة:
سمعت عدة مرات عن موقع اسمه فوكس ميت Focusmate وهو عبارة عن موقع يبحث لك عن رفيق تجالسه افتراضياً اما لمدة ٢٥ او ٥٠ دقيقة، الفكرة من المجالسة انكم تضعون الكاميرا عليكم، والتعرف على بعض في اول دقيقتين مع مشاركة هدفك من الجلسة ومالذي ستحصل عليه في نهاية الجلسة بمعنى انكم تشاركون نبذة سريعة عن مهامكم. -بامكانك ان تشارك عملك على الشاشة لكني لم أشارك للخصوصية ولم اجد شخص اخر يشارك اعماله ايضاً- بعد التعرف على بعض وتحديد الأهداف، الطرفين يضعون كتم على المايكرفون ويتركون الكاميرا عليهم، ويبدأون بالعمل، ستجد فجأة ان الوقت انقضى والموقع يعطيك تنبيه بانتهاء الوقت، بعدها تتحدثون مره أخرى عن الجلسة ومدى الإنجاز الذي حصل. بالرغم من بساطة و ربما “تفاهة” الفكرة الا ان نتائجها كانت مذهلة بالنسبة لي. الموقع يعطيك اول ٥ جلسات اعتقد مجانية، واشتراكه يعتبر رخيص جداً مجرد ٥ دولار في الشهر.
قد تتسائل، في حال انقضاء الوقت ولم انتهي من عملي، هل عند بحثي لجلسة أخرى قد اصادف نفس الشخص؟ من حسب تجربتي لم تحدث لي هذه الحالة ابداً.
وبالمناسبة اغلب المتسخدمين أجانب، بالتالي يفضل تحدث اللغة الانجليزية، وهذه بالنسبة لي احد إيجابيات الموقع لانها تجعلني انمي لغتي اكثر واشارك مع الناس اكثر -خصوصاً اني أرى نفسي اميل للانطوئية اكثر-
فعلياً لا تحتاج ان تهتم بمظهرك ومكانك، حضرت في جلسات مع اشخاص بسيطين جداً وبدون أي تكلف وهذا يسهل علي استخدام الموقع. حضرت مع اشخاص كان هدفهم من الجلسة ان ينهو جلسة تأمل مع تحديد مهام الأسبوع خلال ٢٥ دقيقة، اغلب المستخدمين دكاترة جامعة او طلاب جامعيين هدفهم انهاء مشاريعهم الاكاديمية. ايضاً حضرت جلسة مع شخص امريكي كان يسجل كل الدول والمدن للأشخاص الذين حضر معاهم، وبالصدفة كنت اول شخص يحضر معه من السعودية.
شخصياً افضل الجلسات التي مدتها ٢٥ دقيقة، سريعة ولا تترك لك مجال للمشتات بعكس جلسات ٥٠ دقيقة.
ايضاً من ملاحظاتي بخصوص الإنتاجية هي انها تزيد عند عملي عن بعد، وجودي في المكتب يزيد المشتتات لي، في المكتب أي شخص يبحث عن مساعده اساعده دون تردد واعطيه أولوية على مهامي، هذه المساعدات تعطيني شعور بالإنجاز لكن بنفس الوقت تجعلني في موقع حرج مع مهامي، وفي المتكب بريك القهوة اوالغذاء دائماً يكون جميل ومع بريك الصلاة تكون مضت ال٨ ساعات. لذلك العمل عن بعد يزيد انتاجيتي، واذا يوم ما كنت اعمل عن بعد، لا تحسدني على هذه الميزة لاني على الاغلب ساكون تحت ضغط الإنجاز.
زبدة آخر آلية: عمل عن بعد + في منتصف الليل + سكريات + فوكس ميت = الإنتاجية…*تشيك ✅*
انتهى