نبذة عن كوكب التسويف

في قائمة اعلى الأشخاص تأجيلاً وتسويفاً وتقاعساً، حتماً ستجدون اسم احمد قربان ضمن قائمة التوب 5.

اعتقد ان التسويف هو اقوى عدو للجيل الصاعد.

ولتقليل قوّة هذا العدو، قرأت كتاب بخصوصه وكيفية التعامل معه. اسم الكتاب Solving the Procrastination Puzzle للكاتب Timothy Pychyl. في هذه المقالة سأتحدث عن أكثر النقاط التي رسخت في ذهني من الكتاب.

الفرق بين التسويف وترتيب الأولويات

الفرق بسيط، عندما تكون لديك عدّة مهام لانجازها وتختارها حسب الأولوية وتنجز الأول فالأول فأنت انسان منجز وغير متقاعس. أيضا من صور ترتيب الأولويات عندما تحاول انجاز المهمة ثم تأتيك حالة طارئة تتطلّب وجودك وتذهب لها.

التسويف عندما تحاول انجاز المهمة ثم تفضّل تأجيلها لغداً بدون أي مبرر. -إذا هذه الجملة تمثّلك فأهلا بك في الفريق-

الجانب الخفي للتسويف

قد تعتقد ان التسويف مشكلة بسيطة في حياتك، في الحقيقة التسويف يمنعك من ممارسة حياتك! التسويف هو الفاصل بينك وبين تحقيقك لاحلامك.

التسويف يزيد من احتمالية حدوث مشاكل صحيّة بسبب زيادة الضغط والتوّتر. أيضا التسويف لسنين متواصلة سيتسبب في مشاكل صحيّة اكبر، مثل التسويف عن الالتزام بنظام اكل صحي، او التسويف في ممارسة الرياضة للأشخاص الذين يعانون من السمنة.

أحيانا نعتقد ان سعادتنا موجودة عند نقطة تحقيق اهدافنا، لكن الكثير من الفلاسفة والاخصائيين النفسيين يعتقدوا ان السعادة تكمن في سعينا لتحقيق اهدافنا.

بكل بساطة، كل يوم نسوّف فيه نكون اضعنا المزيد من الوقت عن تحقيق احلامنا والوصول لأهدافنا.

التسويف يملك مهارات اقناع ليتلاعب بعقولنا…مثل:

• اليوم لست بمزاج مناسب للعمل..غداً سأكون جاهز للعمل.


• المهمة سهلة وسأعمل عليها قبل موعد تسليمها بساعات

• المهمة صعبة وستفشل فيها وتتطلّب وقت وجهد


• انا لست متقاعس لكنّ ليس لدي المعلومات للعمل

والجملة الأهم للحفاظ على ثقتنا بنفسنا حتى بعد وقوع الكارثة وتسليم ملف جودته متواضعة او الحصول على علامة سيئة بسبب التسويف في المذاكرة هي: “انا عملت متأخر وحصلت على هذه النتيجة التي لا بأس بها، ولو عملت من قبل فترة أطول سيكون شكل العمل أفضل”. هذه الجملة ستظل تكررها مرارا للحفاظ على ثقتك ولن تعمل مبكّراً لأنك تخاف الفشل -بحيث ممكن تكون النتيجة قريبة من نتيجة عملك متأخراً ويصيبك الاحباط- وانت لست مستعداً لخوض هذه التجربة والتحدّي. وبالتالي تظلّ في حلقة مفرغة من التسويف. احمد الردادي تكلّم عن هذا الانحياز بالتفصيل في مدوّنته (انصح جدّاً بقراءتها).

بكرة سأبدأ بدون اعذار

هذه الجملة هي الفخّ الذي سيهوي بك الى بطن كوكب التسويف.

هنالك مركز لحوم توجد به لوحة مكتوب عليها “اليوم تدفع وغداً تحصل عليه مجاناً”. ثم عند زيارة المستهلكين للمركز باليوم التالي ليستفيدوا من العرض يتفاجئو بردّ الموظف ليقول لهم: “اقرأ اللوحة من فضلك: اليوم تدفع وغداً تحصل عليه مجاناً”

وهذا المثال ينطبق تمامًا على التسويف. الغد الذي تبحث عنه للبدأ بمهمتك/ مشروعك، لن يصبح ابداً يومك الحالي.

وهذا المثال ينطبق تمامًا على التسويف. الغد الذي تبحث عنه للبدأ بمهمتك/ مشروعك، لن يصبح ابداً يومك الحالي.

اليوم مزاجي ليس جيد، سأعمل عندما أكون مستعداً وبمزاج مناسب للعمل

الاخصائيين الاجتماعيين وجدوا ان الأفعال تقود التفكير والنيّة (المزاج) اكثر من او يساوي عدد المرات التي تقود فيها النيّة (المزاج) أفعالنا.

بمعنى اننا إذا انتظرنا المزاج المناسب للعمل لن نتصرّف ونقوم بالعمل وقد نشعر بالكسل المستمر. بينما إذا بدأنا بالعمل بغض النظر عن مزاجنا وحالتنا النفسية قد نجد أنفسنا زادت طاقتنا للعمل وزاد حماسنا للإنجاز.

هذا المفهوم غيّر شيء بعقلي شخصياً بحيث أصبحت ابدأ بالعمل بدون ان انتظر لمزاجي ان يتهيأ. وفعلاً زاد حماسي للإنجاز.

قدرتنا للعمل محدودة

قدرتنا للعمل هي مثل العضلة، بالبداية سنجد اننا منهكين بعد ابسط مجهود عقلي، وعند زيادة وقت العمل يوميا بشكل بسيط مع الاستمرارية سنجد ان قدرتنا للعمل زادت وأصبحنا نستطيع ان نعطي العمل ساعات اكثر من المعتاد. الأهم بعد انجاز جزء من المشروع ان لا نتوقف ونقع في فخ “غداً سأكون مستعد اكثر” بل نحاول ان نكمل من المشروع قدر الإمكان ونستمر.

تعددّ المهام ليست عملية لحظية

نعتقد اننا نستطيع عمل أكثر من مهمة بنفس الوقت وان التنقل بينهم لحظي، لكن الدراسات تؤكد اننا لا ننتقل لحظياً بين المهام ويبقى جزء من كل مهمة في عقلنا عند بدأنا للمهمة الأخرى (راجع مدونة مترين في متر عن هذا الموضوع). أيضا الكاتب يذكر ان الدراسات تدل ان نسبة قليلة جدا من الناس تستطيع العمل بتعدد المهام بشكل فعّال.

حلول للتقاعس

• مرة أخرى اول واهم حل اننا نبدأ حالاً ولا ننتظر المزاج المناسب او ان ننتظر الغد.


• تقليل استخدامنا لجميع المشتتات التي تأخذ انتباهنا والتركيز على مهمّة واحدة لمدة طويلة من الزمن بحيث نثبّت مؤخرتنا على كرسي المكتب لأطول زمن ممكن.

• نتقبّل الطاقة السلبية والمشاعر الصعبة التي تأتينا عند البدأ. نتجاوز جميع الأفكار المحبطة عن الفشل وعن صعوبة المهمة. نعترف بهذه الأفكار ونتقبّلها ثم نبدأ بها بدون تأجيل


• عدم الاستسلام بتأجيل المهمة للحصول على الراحة اللحظية التي سنشعر بها اليوم وكل يوم -في حال استمرينا على نفس العقلية- الى ان يأتي وقت التسليم او نكبر بالعمر ونجد ان أنفسنا في المكان الذي كنّا عليه بدون تحقيق اهدافنا او حتى ان نجرب السعي وراءها ثم يتملّكنا الندم -ينفع سيناريو مسلسل درامي-

• اعرف الجُمل التي تسبب لك التسويف ثم برمج نفسك على العمل عند سماعها في عقلك بحيث تكون هذه الجمل مثل الشرارة لك للعمل. مثلاً تتحدّى نفسك بانك إذا قلت سابدأ غداً فهذا يدل على انك يجب ان تبدأ الآن.

جملة بالكتاب سأختم بها

ترجمة الجملة نصاً: “بكل صدق، اذا انت غير مستعد لأخذ اول خطوة، بأن تبدأ فقط بالعمل في كل يوم بيومه، وكل لحظة بلحظتها. فاترك هذا الكتاب الآن. انت غير ملتزم للتغيير بعد. وأي شيء سأذكره لن يؤثر في تغييرك لنفسك. لا تخطئ في فهمي، انا لا أحاول احباطك. انا فقط اتحدّث بصدق”

اشترك بالنشرة البريدية لتصلك اجدد المقالات