في بودكاست جرمٌ صغير، قالت مها البشر “التحسين المستمر خير من الكمال المؤجل”
فعلاً جملة عميقة وحقيقية، عادتي في العمل هي الكمال، وغالباً كنت اؤجل العمل بعذر انه غير مكتمل، الى ان بدأت اطّلع عن محتوى اكثر يدعم نشر العمل الغير الشبه مكتمل.
وفي نفس الموضوع، في احد اجتماعات العمل قال احد الرؤساء، “دعونا نطلق اول خطوة في هذا المشروع، مثل المريض الذي يذهب لطبيب الاسنان بدون اي اسنان، اول مايفعله الطبيب هو تركيب قواعد للاسنان فقط، وبعدها يراجعه المريض بعد شهرين! دعونا نضع القواعد اليوم فقط”
صحيح الجودة ستتأثر سلبياً، لكن علينا ان نتذكر ان نشر العمل لا يعني انه مكتوب على الحجر واستحالة التعديل عليه وتحسينه!. ميزات النشر هي:
١- شعور الانجاز والتقدم لانك اكملت مهمة عالقة في ذهنك
٢- التسليم والنشر في وقت سريع
بعد النشر بامكانك العودة للمنتج الذي صنعته وتحسينه واعادة نشره، الأهم عند النشر الأولي هو تغطية الجوانب الاساسية للعمل الذي صنعته، بعد ذلك اي اضافات هي كماليات وتحسينات سواء للشكل او للمحتوى.
حالياً بدأت اتبع هذه المنهجية في عملي سواء المهني او الشخصي، على الصعيد المهني احتاج الى ان اوزنها واتعلم متى يجب على عملي ان يكون كامل ومتى استطيع التضحيه ببعض الجودة في مقابل التسليم بوقت اسرع.
مثلاً، اذا كان المشروع لمجلس ادارة سأقوم بالبحث عن الكمال في مقابل تاخير التسليم قليلاً بما لايضر الادارة. بينما اذا كان المشروع لعمل داخلي او لادارة اخرى، ساقوم بعمل المهام الاساسية وتسليمها في اسرع وقت، وبعد ذلك اذا كان لدي الوقت ويوجد مجال للتطوير سأحسن العمل بالتأكيد.
ومن تجربتي، بعد التسليم الاول غالباً ستجد ملاحظات ونقاط تحسين من ادارتك، لذلك لا مانع من التسليم بجودة اقل لأن اول نسخه غالباً ستكون مختلفة تماماً عن النسخه الاخيرة بعد جمع الملاحظات والتحسين المستمر.
بالنسبة للصعيد الشخصي وفي التدوين خصوصاً، قد يفقد اوائل القراء القيمة الكاملة من التدوينة، لانها ستكون شبه مكتملة، لكن على المدى الطويل ستكون هنالك ايجابيات وهي:
١- رصيد التدوينات زاد
٢-المحتوى موجود للجميع للفائدة
٣- في حال تحسين المحتوى، باقي القراء سيجدون القيمة الكاملة الى حين اقفال مدونتك لاسمح الله.
للاشتراك في المدونة سجّل في الرابط
شاركوني رأيكم بالتعليقات
مشكلتنا الاولى التسويف واذا لقينا لها حل جاءت مشكلة الكمال ثم نقع بفخ الفراغ ، جميل جدا احمد كالعادة تبهرنا بكلماتك.