أول خطوة لأن تكون شخص اسطوري

كلنا نتمنى ان نحصل على رضا الوالدين، او ابهار المعلّم/ المدير/ العميل، الخ. أول خطوة لهذا الطريق هو ان نكون مبادرين. او بالترجمة الحرفية استباقيين Proactive

المبادرة معناها المُبسّط أن تقوم بالفعل قبل الحاجة لفعله بشكل اضطراري.

لماذا نبادر ونحن نستطيع تأجيل العمل الى ان يتم طلبه لحاجة فعليّة له؟

أسهل شيء لنا هو ان نكون خاملين في حياتنا، يكون الخمول هو الأساس والوضع الطبيعي، ولا نفعّل وضع العمل والإنجاز إلا عندما تنفذ مننا الطرق للهروب من الخدمة المطلوبة، ثم نضطر خاضعين الى ان نعمل دون أدنى مسؤولية او اهتمام للمنتج النهائي الذي سنسلّمه.

نقضي وقتنا في مشاهدة التيك توك، سناب شات، انستغرام، وتصفّح تويتر. ويكون معدّل رؤيتنا لشاشة الهاتف أعلى من 8 ساعات باليوم. وتمضي الأيام ببقائنا في نفس موضعنا الى أجل غير مسمّى.

نكتفي بملامة المجتمع، الأشخاص، البيئة، الشركة، الاهل، وكل شيء ممكن ان نلومه. نلومهم على سبب عدم تحقيقنا أحلامنا.

للخروج من هذه الفقاعة والبدأ في تحقيق الأحلام علينا ان نبادر. أولاً نبادر في انجاز جميع المهام المتوقفة والمتراكمة. ثم بعد ذلك نبحث عن المشاكل المتوقّع حدوثها. ونخطط لحلول تساعدنا في تفادي المشاكل. نقطة إضافية مهمة وهي ان حبّنا للعمل سيسهل بشكل كبير إنجازه ويضمن استمراريتنا.

بعد ان ننجز المهام المتراكمة ووضع خطط لتفادي أي عقبات متوقعة، سنستطيع رفع رأسنا من المهام المتراكمة اليومية للنظر الى مناطق جديدة نستطيع تحسينها من جوانب حياتنا. سنستطيع الإبحار في عالم الإبداع والأفكار الجديدة الخلاّقة وننتقل من تحدّي الى آخر لنعيش حياة ذات معنى.

لا عجب من أن أول عادة ذكرها ستيفن كوفي في كتابه بعنوان “العادات السبع لأكثر الأشخاص فاعلية” هي ان تكون مبادر. هذه العادة هي حجر الأساس للشخص الناجح على أي صعيد سواء شخصي أو عملي.

ايضاً، حسب كتاب “قوّة العادة” ان العادة الإيجابية الجديدة ستحفّزك لتبنّي عادات إيجابية اكثر بحيث ستضيف لك نجاحات صغيرة مستمرة لترفع حياتك الى مستوى افضل.

نصحيتين أساسية للموظفين عن المبادرة

1- البحث عن مهام بشكل مستمر (اختراع العمل): عندما تكون المهام خفيفة وعند تواجد متسع كبير من الوقت خلال العمل، الأفضل ان نبحث عن فرص ومهام تحسّن من مخرجات القسم، ايضاً يمكن البحث عن افضل الطرق لتطوير بيئة عمل القسم. المهم ان لا نعود لوضع الخمول عندما يكون ضغط العمل منخفض.

2- تقديم اكثر من المطلوب عن التكليف بمهمة: عندما يتم تكليفنا بمهمة، الافضل ان نسأل انفسنا مالدافع خلف هذه المهمة، وماذا يمكننا ان نفعل لتقديم المهمة بأفضل شكل ممكن. احيانا يتم تكليفنا بمهمة وتحديد المطلوب بالضبط، لكن هذا لا يمنع ان نبحث بأكثر مما هو مطلوب، احيانا المدير يعتقد بأن المطلوب هو الحل الافضل وعندما نبحث اكثر قد نجد حل افضل مما يتوقعه المدير.

هل الحظ يختار الجاهزين؟ وما علاقته بالمبادرة؟

نعم. مثال على ذلك ان يكون لدى مدير موظفيْن، الأول مواظب على تسليم المهام أولاً بأول وحضوره للمكتب على الموعد بشكل مستمر ويبحث عن المشاكل المتوقعة لتفاديها (مبادر). الموظف الآخر يتأخر قليلاً، يسلّم المهام قبل موعد التسليم بوقت قصير، ولا يقوم بأي عمل إضافي على المطلوب منه.

في حال أتت مهمة طارئة للمدير قد يبحث عن الموظف الموجود. وفي حال تأخر الموظف الآخر سيفقد التكليف بالمهمة. أيضاً المدير لديه تصوّر مبدئي أن الموظف الأول سيسلّم المهمة بأسرع وقت ممكن وهذا الشيء سيعطي المدير وقت لمراجعة العمل وتحسينه قدر الإمكان. وقس على هذا المثال أي فرصة في الحياة، في حال كنت مستعد من ناحية علم وكفاءة ولديك الوقت لتقديم عمل إضافي على اعمالك غالباً الحظ سقف معك. (ملاك كتبت عن الحظ في مدونتها)

كيف المبادرة تحسّن العلاقات الشخصية؟

مبادرتك في صيانتك الدورية المنزلية ستزيد من رضا اهل البيت، حل واجب لصديق، شراء علاجات قبل انتهاء العلاجات الحالية، تغسيل الصحون، وغيرها من المبادرات. كلّها ستزيد من رضا الطرف الآخر وتحسّن علاقتك بهم.

العلاقات مبنية على التوقّعات، وعندما نبادر دائماً سنتجاوز التوقعات لأننا سنقدّم أعمال لم يتوقّعها الطرف الآخر.

المبادرة المستمرة قد تصيبك بالإحباط، لكن الاستمرارية ستأخذك الى مستوى آخر تماماً

بعد مبادرتك ووضع جهدك قد تكتشف بأن الطرف الآخر لا يهتم، أو لم يقدّر هذا المجهود، أو لم تحصل على ماكنت تتوقعه. هل هذا يعني ان نتوقف؟ لا. هذا الإحباط مؤقت والاستمرارية ستكافئك.

مثال على الاستمرارية في المبادرة والعطاء هم لاعبين كرة القدم. عندما يتحرك المهاجم بشكل مستمر ويبحث عن المساحة ويحاول استغلال انصاف الفرص. حتى عندما يخسر، حتى عند الفشل، حتى إذا لم تصل له الكرة. لا يتوقف عن المبادرة في التحرك والتمركز في المكان الصحيح بشكل مستمر بغض النظر الكرة وصلت له او لا. عندها ستكون قيمته السوقية عالية وسيكون مرغوب من أقوى الأندية العالمية لاستمراريته في العطاء والمبادرة، وايضاً قد يساهم في تحقيق بطولات لفريقه ورفع الفريق لينافس عالمياً.

فيديو لحديث في تيد عن شخص حقق إنجازات مختلفة بسبب اجتهاده بنسب بسيطة في حياته لكنها مستمرّة (ابحث عنه في تطبيق او موقع تيد قد تجده مترجم بالعربي)

اشترك بالنشرة البريدية لتصلك اجدد التدوينات على بريدك

4 ردود على “أول خطوة لأن تكون شخص اسطوري”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *